رحيلهم لايعني النهايه

لماذا دائما نقوم بالمقارنة بين الناس؟
فنقنع أنفسنا بسلبيات في الأناس الذين نجدهم لا يعنون لنا الكثير ونغرق من نحبهم بالإيجابيات التي قد لا تكون موجده بهم من الأساس!
نقنع أنفسنا بأن من أعطيناهم كل الحب بقلوبنا هم فقط الذين يستحقون هذا الحب بالرغم من وجود أناس تستحق هذا الحب وبجدارة أكبر منهم.
لماذا نتسائل دائما من من هؤلاء الناس سيبقى ومن منهم سيرحل ؟
بالرغم من أننا نعلم أنهم جميعهم راحلون!
لماذا يؤلمنا غياب من أرادوا الرحيل بإرادتهم بالرغم من أننا نعلم أنه لايوجد شيء يرغمهم على الرحيل.
لماذا نبكي من رحلوا ونضيع أيامنا بالنحيب عليهم بالرغم من وجود أناس كثيرون في حياتنا مستعدون ليهبوننا أرواحهم لنبقى سعداء للأبد؟
قفوا عن البكاء وندب الحظ فمن ذهب لن يعود ومن أرادنا يعرف عناويننا لا تبكوا على من ذهبوا بل إبكوا على منهم موجودين ولا نشعر بوجودهم .
أنبوا قلوبكم فهي دائما ما تحتاج للتأنيب.
لاتذهبوا وراء كل مطالب ذلك القلب الصغير فإنه طفل لا يعرف سوى الحب بصدق والألم بصدق والنزف بصدق.
قفوا أمام مرآة الحقيقة وانبوا أنفسكم عددوا مساوئكم وحسناتكم عددوا اخطائكم وانظروا لها بنظرة الناس الآخرين .
قبل أن تأنبوا ذاك الذي رحل قفوا في مكانه وحالوا فهم سبب رحيله وغيابه؟
قفوا في مكان كل من أخطأ بحقكم وعندها فقط ستعرفون بأسباب لم تعرفوها سابقا وستلمون بأمور لم تكونوا تعووا لها من قبل.
من يذهب دون تقبل أعذارنا لن نبكي عليه لأنه لن يعود حتى ولو بالنحيب, لكن صححوا أخطائكم لكي تتدفادوا المرور بنفس الأمر في المستقبل.
وتيقنوا أن لا أحد يبقى للأبد ولا أحد يدوم (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) جميعهم راحلون فلا ترسموا أمالا على أحد أنه سيبقى للأبد الأبدين معكم فلو بقي أحد لبقي أبائنا من اجلنا .
لا تندبوا حظوظكم فما ضاقت إلا لتفرج وما كان رحيلهم إلا نعمة من الله فكل مايختاره الله لنا هو خير لنا مما أخترناه لأنفسنا.