(4) المواقف الجديدة ....!
أشعر بالإرتباك الشديد عندما اواجه موقفاً جديداً ، او موقفاً مفاجئاً ، فمثلاً كنت اضطرب عن أداء الاختبارات الدراسية ... والآن أضطرب فى المقابلات اللازمة للإلتحاق بالعمل ، وأشعر بثقل المواجهة مع الآخرين فى الحفلات أو الإجتماعات ... إلخ .
أنت تعانى من الخوف من المواجهة .. قد يكون ذلك ناتجاً عن الاسلوب الذى نشأت عليه منذ الطفولة .. لكن بمقدورك – بنعمة الله – ان تغير ذلك من خلال الآتى :
1- كلما مضى بنا العمر كلما إزددنا خبرة ، ومن ثم المواقف اليومية أموراً متكررة يمكننا انجازها بجهد أقل وبإتقان أكثر وبقلق اقل .
2- حتى إذا اضطربنا فى مواجهة موقف ما ، فلا ينبغى ان نركز على انفسنا او نضيق بأنفسنا إذا اضطربت ، فذالك من شأنه أن يزيد من شدة الإضطراب ولكن دعنا نتفاعل فى الموقف الذى نواجهه بغض النظر عن اضطرابنا فالتفاعل والتحدث وإكمال العمل الذى نحن بصدده من شأنه أن يخفف حدة الاضطراب .
3- لا يجب ان نعاتب انفسنا بعد انتهاء الموقف ، ولا يجب ان نستعيد تفاصيل الموقف او نحلل جزئياته ظناً منا بأن ذلك سيحصننا ضد الإضطراب فى الموقف التالى ، انما العكس هو الصحيح ان معاتبة النفس تهيئنا اكثر لمزيد من الإضطراب فى الموقف التالى ، اما تجاهل الموقف والاكتفاء بما تعلمناه من الموقف ذاته فى حينه فإنه يعطينا حصانة تدريجية من حالة التوتر فى المواقف التالية .
4- ينبغى ان نحاول ان نكون تلقائيين فى مقابلاتنا ومواجهاتنا ، ولا ينبغى ان يدفعنا قلقنا الى الإعداد للموقف بشكل دقيق ، فذلك يضفى على الموقف اهمية مبالغ فيها ، ويجعلنا اكثر توتراً ، ولكن دعنا نتصرف بشكل تلقائى حتى لو أخطأنا التصرف فالمحاولة حتى لو كانت مصحوبة بأخطاء تكسبنا كثير من الخبرة ومزيداً من الثقة بالنفس ، وتحسن أداءنا فى المواقف التالية .
5- ليتنا نحاول ايضاً ان نبادر بالتعارف على الآخرين من خلال اللقاءات والحفلات .... إلخ
فهذا يدربنا على مزيد من المواجهة .
***********************************
(5) خجل وقلق شديدين...!
أنا فتاة حاصلة على دبلوم .. وقد تم اختيارى للخدمة وبالرغم من تحضيرى الدرس ، إلا اننى عندما اقف امام الفصل لا أعرف ماذا اقول ، إذ اشعر بخجل وقلق شديدين واميل الى الانطواء والعزلة عن الناس ... فهل اواصل الخدمة ام اتوقف ؟ وإن واصلت كيف أتصرف ؟
يبدو ان ماتشعرين به من قلق وتوتر عند مواجهة الناس يرجع الى الطريقة التى نشأت عليها منذ سنوات الطفولة الأولى ، فربما لم تعتادى مواجهة الناس من خلال الزيارات والرحلات والأنشطة الإجتماعية والدينية مثلاً ... وربما تكون قلة التعامل والمواجهة مع الآخرين قد ادت بك الى التركيز على ذاتك (عالمك الخاص) ومن ثم لايفسح المجال بسهولة لدخول آخرين فى حياتك ، وربما يكون ذلك سبباً فى الميل الى الانطواء والعزلة عن الناس كما تقولين.
وبحسب فهمى لرسالتك ، أرى ان هناك حلقة مفرغة يجب ان تخرجى منها وفى هذا يكمن العلاج ... هذه الحلقة المفرغة تبدأ بالتركيز على الذات مما يؤدى بالشخص الى الأهتمام الشديد برأى الآخرين فيه عند أدائه لعمل ما ، وهذا يجعله يشعر بالتوتر والخجل فى مواقف المواجهة مع الناس (كما هو حادث معك وانت تقدمين الدرس ) وهذا بدوره يضعف القدرة على الأداء (كما حدث معك حينما نسيت ما أعددته من افكار ) الذى يؤدى بالتالى الى ضعف الثقة بالنفس وقد يحاول الفرد تعويض ضعف الثقة بنفسه بمزيد من التركيز على الذات وهكذا تستمر الحلقة المفرغة .
علينا إذن بكسر هذه الحلقة ، وهذه ليست مشكلتك وحدك فكلنا بدرجات متفاوتة نمر بمثل هذه المواقف ... ويمكن كسر هذه الحلقة من خلال الخروج عن الذات ، ومحاولة استرداد الثقة بالنفس بأسلوب إيجابى .
عليك بالخروج من العزلة ومواجهة الحياة والأشتراء فى الأنشطة الإجتماعية والكنسية ، وانتهزى فرص الرحلات والمؤتمرات والندوات والحفلات الكنسية للإندماج مع الناس تدريجياً والتعبير عن رأيك الشخصى وإبراز وجهة نظرك وملاحظاتك بل وانتقاداتك البناءة فهذا من شأنه ان يكسبك قدرة على الحوار والتفاهم مع الآخرين.
حاولى ان تكتشفى مواهبك وابداعاتك وحاولى ان تفيدى الآخرين بها .. يفيدك ايضاً ان تبدئى خدمات فيها خروج عن الذات واضح مثل خدمة الملاجئ واخوة الرب وافتقاد اطفال مدارس الاحد واكتساب خبرة فى التعامل مع اهالى الاطفال .. وقد يكون من المفيد تأجيل خدمة تقديم دروس مدارس الاحد والتركيز على افتقاد الاطفال بينما تتولى زميلة لك تقديم الدروس فى حضورك وتشاركين انت تدريجياً فى إبداء الملاحظات والتعليقات على الدرس ، او الإشتراك فى الصلاة والترانيم ، وتدريجياً يحدث الاندماج فى الخدمة بل وفى الحياة كلها .
يضاف الى كل ماسبق التعرف الشخصى بالرب يسوع الذى يحررنا من سلطان الذات ويعرفنا طريق المحبة الحقيقية ويأتى التعرف به من خلال التوبة الصادقة والصلاة ... الرب معك .
*********************************
(6) بصراحة شديدة ...!
مشكلتى الصراحة الشديدة ... فأنا أقول كل ما أشعر به بلا تجميل ولا تزويق ولا مجاملات وكما يقول التعبير الشائع ( اللى فى قلبى على لسانى ) وهذا بالطبع لايرضى الكثيرين ، ومن هنا تأتى مشكلتى فى العلاقات مع الآخرين !!
الأخ العزيز .. ان ما أسميته ( الصراحة الشديدة ) اخشى ان يكون مرادفاً ( للنقد اللاذع ) الذى لايرضى الكثيرين كما ذكرت فى رسالتك لذلك فأنه من الحكمة ان ينطق الشخص بكلمات رقيقة مناسبة للموقف وينظر الى مميزات الآخرين ويتغاضى عن عيوبهم لأنه هو ايضاً له عيوبه التى لايتوقع من الآخرين –بالتأكيد- من الآخرين ان يلقوا الضضوء عليها ولهذا قال المسيح مخلصنا (لا تدينوا لكى لا تدانوا)) (مت 7: 1)
((وكل ما تريدون ان يفعل الناس بكم افعلوا هكذا انتم ايضاً بهم)) (مت 7 : 12)
ان استعمال اسلوب لبق فى الحديث يتغاضى عن عيوب الآخرين ويحترم اختلافاتهم الفردية وتمايزاتهم الشخصية ، هو – فى الواقع – اتجاه مسيحى ، اما ما تطلق عليه ( التجميل والتزويق والمجاملات ) بمعنى مدح الشخص على ميزة ليست فيه او على سلوك خاطئ يفعله فهذا والحق معك أمر غير لائق مسيحياً،
انه نفاق ، اما كلمات المحبة الصادقة فتخلق التواصل وتنميه بين الناس .. كذلك لاينبغى انا ـاتى كلمات المجاملة على حساب الحق ، انما المجاملة المطلوبة كلمات رقيقة فى موضعها ، ومشاعر صادقة تعبر عن المحبة الحقيقية وتراعى مشاعر الآخرين تماماً مثلما استخدم الرب يسوع كلمات رقيقة مع المرأة السامرية ( يوحنا 4 )
امكنه من خلالها ان يبكتها برقة على خطيئتها دون ان يستخدم كلاماً جارحاً.