أخطبك لنفسي
قالوا:
خطوبه فاشلة أفضل من زواج فاشل.
فسخ الخطوبة عار على الطرفين والعائلة.
الخطوبة فترة تمنح واختبار يمكن إنهاءها في أي وقت وبدون صعوبة.
وقال الكتاب:
أخطبك لنفسي إلى الأبد
والآن بعد أن قضى الطرفان وقتاَ كافياَ في الصلاة والتحاور معاَ وتأكدا من توافقنهما معاَ وان هذه هي مشيئة الله من جهتهما فما هي الخطوة التالية بعد ذلك ؟
ريب الله مرحلة الخطوبة لتكون مرحله انتقالية بين العزوبية والزواج ويمكن تعريف هذه المرحلة على أنها :
أ) فترة انتقال ضرورية من حياة العزوبية حيث كل من الطرفين كان يعيش حياته الشخصية بمفرده مع والديه وأصدقاءه إلى الحياة الزوجية حيث سيعيشان معاَ في وحدة كاملة
ب) مرحلة تحضيرية يجهز فيها الطرفان معاَ للدخول في مرحله جديدة من الحياة لم يسبق لهما العيش فيما من قبل
والكتاب المقدس يشبه هذه المرحلة بفترة وجود الكنيسة على الأرض والتي فيها تجهز للعرس الأبدي مع المسيح في بيت الأب، كما يكتب( بولس الرسول في رسالته الثانية إلى أهل كورنثوس الإصحاح 11 وعدد2) " خطبتكم لرجل واحد لأقدم عذراء عفيفة للمسيح"
ج) مرحلة بدء بناء الوحدة النفسية والروحية بين الطرفين حيث يبدأ في الانفتاح بدون خجل لاكتشاف الاختلافات بينهما للوصول إلى المشاركة الإيجابية في العواطف والأفكار
د) مرحلة يمكن فيها التغلب على سلبيات الزواج التقليدي المرتب من الأهل حيث تُعطى فرصة للخطيبين للانفتاح على بعضهما لتأكيد من مصادقة الله على القرار
ه) مرحلة يتأكد فيها الطرفين من صدق دوافعهما ومن مشيئة الرب لهما معاَ في هذه الخطوة حتى يستطيعا بكل اطمئنان أن يقولا " من عند الرب خرج الأمر "
وهنا أود التنبيه على الحذر من الأمور الآتية خلال فترة الخطوبة:
1. الخطوبة ليست فترة اختبار كل للأخر عن طريق مراقبة تصرفاته وامتحانه لمعرفة هل هو الشخص الملائم أم لا. أو لم تستند على قيادة صحيحة من الله
2. محاولة فرض الأفكار الشخصية أو العائلية على الطرف الآخر للوصول إلى الرغبات الشخصية
3. رفض مبدأ التلاعب بالمشاعر أو الأحاسيس أو إعطاء وعود صورية غير معتمدة على واقع فعلى بغرض التأثر على الطرف الآخر وزيادة تعلقه
4. تجنب أي نوع من الإثارة الجنسية وعدم التساهل مع أي شئ يقود إلى هذا الاتجاه من كلا الطرفين ومعرفة أن هذه الفترة ليست فترة إشباع الاحتياجات الجسدية الغريزية. وبذلك نغلق الباب أمام إبليس فلا يجد مكاناَ لتدمير هذه العلاقة.
الأن دعونا نرجع إلى الكتاب المقدس لنتعلم منه عن مفهوم فترة الخطوبة
يكتب النبي هوشع قديما في (الإصحاح 2 والأعداد من 19 و20 ) كلاماَ موجهاَ من الله إلى شعبة القديم يقول فيه "أخطبك لنفسي إلى الأبد، أخطبك لنفسي بالعدل والحق والإحسان والمراحم ،أخطبك لنفسي بالأمانة فتعرفين الرب "
ومن هذه الأقوال نستطيع أن نتعلم الدروس الآتية للعلاقة بين الخطيبين
1. أخطبك لنفسي إلى الأبد
طابع العلاقة هنا هو التجهيز وليس الاختبار فالقرار قد أَُخذ وهو ثابت والمرحلة هي مرحلة تلاقى لانفتاح الروحي والنفسي والزمني وتجهيز بيت الزوجية والتعرف على الأهل والأصدقاء وإعداد الترتيبات لحفل الزواج ولذلك يجب الحذر من أي مؤثرات خارجية على أي طرف من الطرفين عن طريق آخرين يمكن مقارنتهم بشريك الحياة في هذه الفترة
2. أخطبك لنفسي بالعدل والحق والإحسان والمر احم
إنها فرصة للتقابل المستمر والتقارب في جميع مجالات الحياة ودراسة المواضيع التي تتعلق بالحياة الزوجية والعائلية ففي هذه الفترة نتعلم كيف نقبل بعضنا البعض على أساس الحق كما نتعلم كيفية ممارسه العتاب بطريقة صحيحة
ومن الجهة الأخرى نتعلم مبدأ الخدمة الصحيحة التي تصنع الآخر قبل نفسه وتقدم له الحسان والمر احم بصورة مستمرة بدلاَ من التمركز حول النفس والذات
3. أخطبك لنفسي بالأمانة
في هذه الفترة نتعلم كيف نكون أمناء في تعاملنا معاََ وذلك باحترام ما نعد به أو نقوله والالتزام بالتقاليد الاجتماعية ومعايير الحياة الأسرية والعائلية ومحافظه كل واحد على الآخر ولا سيما في التعامل الجسدي في هذه المرحلة
كما نتعلم حياة الشفافية والصدق في التعامل المشترك وممارسه المحبة الصادقة التي تصدق كل شئ المحبة التي لا تسقط
من كل هذا نرى أهمية فترة الخطوبة لذلك تتحدد مدتها بإتمام الغرض منها . لذلك فهي لا يجب أن تكون قصيرة جداَ فلا يتحقق الهدف ولا أن تمتد لسنين طويلة فتفقد الغرض منها وقد تتسبب في حدوث مشاكل لا لزوم منها
وهكذا لتحقق فترة الخطوبة الغرض منها بنجاح علينا دائماَ التأمل فى علاقة المسيح بالكنيسة فى الوقت الحاضر وكيف انه يهتم بها ليأتي الوقت الذي فيه "... يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة..." ( رسالة بولس الرسول إلى أهل افسس الإصحاح 5 والأعداد 25 إلي 27)
وهنا يأتي سؤال هام وهو أن كانت هذه أهميه الخطوبة ووضعها . فهل معنى ذلك انه من الخطأ فسخ الخطوبة وإنهاءُها ؟؟ وما هو العمل إذا اكتشف الخطيبان عدم توافقهما لبعضهما وان العلاقة تزداد سواء يوماَ وراء يوم رغم كل المحاولات لإصلاح ذلك ؟؟
الإجابه البسيطة هنا هو انه يجب معرفة أن الخطوبة غير الزواج ، ما ينطبق على الزواج لا ينطبق على الخطوبة من جهة مفهوم وطبيعة العلاقة كما رسمها الله من البداية لذلك نستطيع أن نقول أن فسخ الخطوبة ، إذا اتضح أن الطرفين لا يمكن أن يتوافقا معاَ لا بعد كسر لوصايا الله وترتيبه كما هو الحال فى الزواج