: موقف الكنيسة من الاختلاط
1ـ الواقع أن موقف الكنيسة من جهة الاختلاط هو موقف متوازن في غير تزمت وفي غير تسيب. فهي لا تمنع الاختلاط أو تجرمه في تزمت، كما أنها لا تبيح الاختلاط أو تحلله في تسيب.
2ـ ولكن الكنيسة من باب حبها لأبنائها، والعمل على خيرهم، تضع قواعد وحدود يتم من خلالها ووفقا لها الاختلاط السليم.
على موضوع الاختلاط، الأمر الذي لا يمكن تجاهله أو استبعاده من الصورة حتى يكون هناك حذر وتحفظ
ثانيا :الاختلاط السليم
هناك بعض الشروط الواجب توافرها وعدم تخطيها للحفاظ على الاحتلاط السليم:.
(1) أن يكون الاختلاط موافقا لفكر المسيح
(2) وأن يكون في حضرة المسيح، بمعنى أنه إذا أحس الإنسان أنه سينحرف عن الطريق يعود بنعمة المسيح الحاضر فيه إلى الطريق السليم [يوسف الطاهر: كيف اصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله].
وفي هذا يقول نيافة الأنبا موسى:
[هو اختلاط في حضرة المسيح، فكلا الطرفين مرتبط بالمسيـح، شبعان بنعمته، مقدس بروحه، لذلك فهـو يختلط لدواعي طبيعة العمل والحياة، في روح أخوية مقدسة. ومن يقرأ فيلبي 4 أو رومية 16 يرى نموذجا مقدسا للاختلاط المسيحي، فالخدام والخادمات يعملون معا في كرم المسيح في نقاوة وعفة وتحفظ. والجميع أسماؤهم مكتوبة في سفر الحياة.]
(3) ليس في دالة وألفة شديدة ورفع للكلفة.
وفي هذا يقول نيافة الأنبا موسى:
[هو اختلاط في حدود، فالأحاديث لا تجري دون داعي، أو في أي موضوع، أو في دالة مفسدة، أو أحاديث هدامة، ولكن في حدود.
(4) في حدود مكانية معينة كالكنيسة والمدرسة والعمل وليس في الخارج.
(5) في وسط مجموعة وليس في لقاءات فردية.
يقول نيافة الأنبا موسى:
[هو اختلاط في إطار الجماعة، فالكل يتعاون في نقاوة وبراءة،إنها كنيسة أي جماعة متحدة بالروح تعمل لمجد المسيح ولسعادة الكل، لذلك فالتركيز الفردي مرفوض تماما، فهو خروج عن الخط السليـم وعن الجماعـة المترابطة بالمسيح وداخل إطار القداسة. إن أي علاقة فردية بشخص معين هي نذير خطر يحدق بالطرفين].
(6) أن يكون الاختلاط لهدف مقدس وبأسلوب مقدس أي لاختيار شريك الحياة.
يقول في ذلك نيافة الأنبا موسى:
[إذا كان الاختلاط في إطار اختيار شريك الحياة، فليكن هذا بأسلوب مقدس ورسمي وتحت إرشاد أب الاعتراف، وفي النور الواضح]
(7) ينبغي أن يكون الاختلاط في كل احترام، ووقار، وتقدير قيمة الإنسان، فالإنسان هو قيمة وليس سلعة أو لعبة للذة والمتعة.
(Cool يجب أن يكون الاختلاط في علاقة عامة، وليست علاقة خاصة إلا في حالة الارتباط الزيجي.